انتكاسات النوم.. لماذا ينهار روتين النوم عند

انتكاسات النوم.. لماذا ينهار روتين النوم عند
(اخر تعديل 2024-04-16 20:22:21 )
بواسطة

يُعد نوم الرضّع من أصعب المعضلات التي تواجهها الأمهات الجدد، فغالبا ما تستغرق العملية ساعات طويلة من الرضاعة والتهدئة والهدهدة، لكي يتمكن الطفل من النوم لساعات معدودة، قبل أن يستيقظ فجأة وتتكرر العملية من جديد.

ومع صعوبة الأمر، قد تتفاقم المشكلة أحيانا بدون مقدمات، لتصل إلى عدم قدرة الطفل على النوم لساعة واحدة متصلة، وهي الحالة التي تصيب الأطفال دون سن العامين، وتُعرف باسم “انتكاسات النوم”.

ما انتكاسات النوم عند الرضّع؟

قد يبدأ الرضيع تدريجيا الدخول في روتين نوم صحي مناسب لمدة أسابيع أو حتى أشهر، ثم ما تلبث الأمهات أن يتفاجأن بتغيُّر كل شيء دون مقدمات، فيصبح النوم معضلة شاقة صعبة التحقيق، إذ يستيقظ الطفل عدة مرات في أثناء الليل ويواجه صعوبة في العودة للنوم مجددا.

هذه الحالة تسمى “تراجع النوم” أو “انتكاسات النوم”، وهي تُطلق على مرحلة ​​تراجع جودة النوم خلال فترة زمنية تتراوح عادة من أسبوعين إلى 4 أسابيع، وفيها يواجه الطفل الذي ينام جيدا فجأة صعوبة في الاستغراق في نوم عميق، أو يستيقظ بشكل متكرر على غير العادة.

Nagwan Lithy - استخدام الضوضاء البيضاء يجعل طفلك يغط في نوم عميق (بيكساباي) - في 4 أيام فقط كيف تُساعدين طفلك على النوم ليلا؟
مشكلة انتكاسات النوم تتفاقم بدون مقدمات، لتصل إلى عدم قدرة الطفل على النوم لساعة واحدة متصلة (بيكسباي)

أسباب مختلفة وعوامل متعددة

يقول طبيب الأطفال علي عبد العزيز إن هناك عددا من العوامل التي يمكن أن تسبب عدم الراحة لدى الطفل أو تجعله قلقا أو مضطربا، مما يؤدي إلى تراجع جودة النوم لديه، بما في ذلك:

  • خوض الطفل لما تُعرف بـ”طفرات النمو”، وهي محطات تطور من النمو السريع التي تحدث في الأشهر الأولى من عمره، مما يجعل الأطفال جائعين للغاية ويحتاجون للرضاعة والرعاية المستمرة.
  • ألم التسنين الذي قد يبقي الأطفال غير قادرين على الاسترخاء والراحة.
  • خوض تطورات إدراكية ومعرفية جديدة.
  • اضطرابات الروتين اليومي المعتاد، مثل السفر أو تغيير المنزل.
  • المعاناة من الأمراض، مثل نزلات البرد أو التهاب الأذن أو تلقّي التطعيمات واللقاحات، التي قد تسبب نوبات من الحمى والألم التي قد تربك روتين النوم الليلي.

الطقوس، كالمواعيد الثابتة وقراءة الحكايات، تساعد الطفل على الاستمتاع بنوم هانئ
ألم التسنين قد يبقي الأطفال غير قادرين على الاسترخاء والراحة (الألمانية)

الأعمار الشائعة لانتكاسات النوم

من 3 إلى 4 أشهر: في غضون الشهور الأولى من عمر الطفل، وبعد أن يتمكن من تطوير نمط مبدئي لروتين نومه كل ليلة، قد يتغير كل شيء فجأة بسبب التطورات المتعلقة بالنمو في هذه المرحلة.

على سبيل المثال، إذا كان الطفل قد بدأ بالفعل تعلم مهارة النوم من دون مساعدة الوالدين (أي يتم وضعه في سريره وهو لا يزال مستيقظا ويستغرق في النوم من دون مساعدة)، فإن طفرات النمو في عمر 3 إلى 4 أشهر ربما لا تؤثر بشكل كبير في دورات النوم على طفلك.

من ناحية أخرى، إذا تم إرضاع الطفل وهدهدته لمساعدته على النوم، فمن المرجح أن تلاحظي زيادة في الاستيقاظ ليلا وقلقا متكررا في قيلولته القصيرة خلال اليوم.

في عمر 6 أشهر: وفي حين أن 6 أشهر ليس عمرا شائعا لطفرات النمو، إلا أن تراجع النوم عند الأطفال يمكن أن يحدث في هذا التوقيت من دون أسباب واضحة.

بين 7 إلى 10 أشهر: يبدأ الأطفال في هذه السن تقريبا في أن يصبحوا أكثر قدرة على الحركة، وتبدأ أسنانهم في الظهور، وينتقلون لمرحلة الحاجة للحصول على قيلولتين فقط خلال النهار، عوضا عن 3 أو أكثر. لذا قد يعانون نوبات الإرهاق الشديد بسبب تغير مواعيد القيلولة.

كذلك غالبا ما يصل قلق الانفصال إلى ذروته في هذا العمر، وبالتالي قد تتضرر جودة النوم ليلا بسبب تلك المتغيرات. وبدون مقدمات، يبدأ الأطفال الذين اعتادوا الاستلقاء والاستغراق في النوم بسلام من دون مساعدة أحد من الوالدين في رفض اتباع روتين وقت النوم الذي كان يعمل بشكل جيد.

من عمر 14 إلى 18 شهرا: عندما يصل عمر الأطفال الصغار من 14 إلى 18 شهرا، فإنهم يخوضون في تلك المرحلة موجة كبيرة من طفرات النمو والتطورات السلوكية والإدراكية.

يعود النوم مع الطفل بالكثير من الفوائد عليه حتى مع تقدمه في العمر، وهو ما يخالف اعتقاد الكثير من الآباء والأمهات.

كذلك، قد يمر الأطفال بتغيرات أخرى في روتين قيلولات النهار، ويكتفون بقيلولة واحدة فقط، وهو التغيير الذي يمكن أن يسبب الإرهاق الزائد بسبب بقاء الأطفال مستيقظين لفترات أطول. لكن ما يجعل هذه الفترة صعبة بشكل خاص هو أن الأطفال يبدؤون في السعي إلى مزيد من الاستقلالية، وقد يرفضون أي محاولات للتهدئة والنوم بنهاية اليوم.

طرق التعامل المثلى مع انتكاسات النوم

إذا كان طفلك ينام جيدا وبدأ فجأة في الاستيقاظ في أثناء الليل، فقد تشعرين بالقلق من أن هناك خطأ ما. لذلك من الجيد أن تعلمي أنه أمر طبيعي تماما ولا يدعو للقلق، حتى بعد فترة من النوم الجيد والعميق لطفلك طوال الليل.

ومن بين الخطوات التي يمكن تجربتها لمساعدة الطفل، وفقا لطبيب الأطفال ما يلي:

  • تحديد روتين نوم ثابت: يساعد ذلك طفلك على معرفة أن وقت النوم قد اقترب. والتزمي بالروتين نفسه قدر الإمكان، حتى لو تغيرت أنماط نومه. يمكنك منحه حماما دافئا، أو قراءة قصة معا، أو احتضانه والغناء له، أو تشغيل موسيقى معينة تصبح مرتبطة بوقت النوم فقط.
  • تأكدي من راحة طفلك: تحققي من درجة حرارة الغرفة وقومي بإضافة أو إزالة طبقات من ملابسه لكي تصبح حرارة جسمه معتدلة، بحيث لا تكون ساخنة أو باردة أكثر من اللازم.
  • ساعدي طفلك على التمييز بين الليل والنهار: عند وضعهم للنوم في أثناء الليل، تأكدي من أن الأضواء خافتة أو منعدمة، وتحدثي معهم بصوت خافت قدر الإمكان وحافظي على الهدوء والسكينة بالمنزل.
  • تأكدي من شبع الطفل: مع نمو طفلك، ربما سيحتاج إلى مزيد من الحليب خلال النهار، بالإضافة إلى الأطعمة الصلبة مع بداية سن نحو 6 أشهر. لذا، تأكدي من حصولهم على ما يكفي من الرضعات قبل النوم، حتى لا يستيقظوا من الجوع.
  • تجنبي وقت الشاشة قبل النوم: يمكن للضوء المنبعث من الهواتف والأجهزة اللوحية وأجهزة التلفاز أن يعطل إيقاعات نوم الطفل ويجعل من الصعب عليه الاسترخاء.
  • التدريب على النوم عند الحاجة: إذا كان طفلك يبلغ من العمر 6 أشهر أو أكثر، يمكنك محاولة تعليمه كيفية الاستغراق في النوم عندما يقلق خلال الليل، وهذا ما يسمى التدريب على النوم.

هناك عدد من الأساليب التي يمكن تجربتها بهذا الصدد، والعديد منها لا يتضمن ترك طفلك يبكي بمفرده.