“تحيا فلسطين”.. أغنية سويدية أشعلت تضامن الغرب

“تحيا فلسطين”.. أغنية سويدية أشعلت تضامن الغرب

من أجواء السويد الباردة، أشعلت أغنية “تحيا فلسطين” بكلماتها الرنانة والحماسية نفوس الغربيين ووحدت تضامنهم في مسيرات حاشدة جابت شوارع لندن، وستوكهولم، ونيويورك خلال الأيام الماضية، رفضا للحرب الإسرائيلية الدائرة منذ نحو شهر على قطاع غزة.

عمرها 50 عامًا وتزعج السلطات.. أغنية سويدية منذ سبعينيات القرن الماضي تدعم فلسطين#قناة_الغد#غزة#فلسطين#غزة_الآنpic.twitter.com/bvp5HNaRLZ

— قناة الغد (@AlGhadTV) October 31, 2023

تلك الأغنية الرافضة للاحتلال والداعمة لحرية الفلسطينيين وحقهم في الأرض والتي نسجت بكلمات سويدية، كانت إحدى الأغنيات التي قدمها الشاعر الفلسطيني ابن مدينة الناصرة جورج توتاري قبل 45 عاما، بعدما غادر إلى السويد إبان نكسة عام 1967.

وكانت الأغنية واحدة من أعمال فرقة “كوفية” الموسيقية التي أسسها توتاري لتعريف الغرب بالقضية الفلسطينية وأصولها، وعملت على نفقاتها الخاصة لسنوات.

اغنية سويدية جميلة مترجمة اكتسحت التيك توك عن غزة وفلسطين ✌️ pic.twitter.com/z6SpbFehkp

— Dr.Sam Youssef Ph.D.,M.Sc.,DPT. (@drhossamsamy65) November 1, 2023

توتاري الحامل لقضية وطنه وشعبه عند تأسيس فرقته عام 1972، جذب زملاء له من الجامعة من السويديين اليساريين المؤيدين للقضية الفلسطينية، وصديقا له من مدينة القدس.

واليوم وبعد مرور أكثر من 4 عقود على إنتاج هذه الأغنية، تخطّت “تحيا فلسطين” بالسويدية حدود الزمان والمكان، وأصبحت حديث مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، وأحد أبرز المقاطع الموسيقية التي يتم إرفاقها بالمحتوى الداعم لفلسطين على منصتي “تيك توك” و”إنستغرام”.

اجمل اغنية سويدية
اكتسحت #التيك_توك
عن #غزة و #فلسطينpic.twitter.com/xM0dhDDGp5

— عبدالرزاق الشايجي (@DrAlshayji) November 3, 2023

وحظي أحد مقاطع تلك الأغنية على منصة “تيك توك” بنحو مليوني مشاهدة خلال أسبوع واحد فقط، وأُرفق هذا المقطع بترجمة عربية للأغنية الأصلية.

كما وصفت بعض وسائل الإعلام والمنصات، الأغنية بأنها بمثابة “أيقونة” الاحتجاجات الغربية الداعمة لفلسطين، و”نشيدا أمميا” جديدا ضد الصهيونية.

أُغنية سويدية عمرها ٥٠ عاما لدعم القضية الفلسطينة #غزة#فلسطين#FreePalaestinepic.twitter.com/Hxz4VaVXol

— Different 𓂆 (@xxfreespirtxx) November 3, 2023

أغنية “مثيرة للجدل”

توتاري الذي ولد عام 1946، ونعم بالحرية في فلسطين قبل النكبة بعامين، ومن ثم إحباط نكسة عام 1967، قال في تصريحات عدة، إنه غنى بالسويدية لإيصال حقيقة القضية الفلسطينية وحق الفلسطينيين في هذه الأرض إلى جمهور “لم يكن يعرف شيئا عن الفلسطينيين وسفارات عربية لم تعمل لصالح القضية الفلسطينية”.

وأشار إلى أن حرصه على تعريف العالم بهوية وحقيقة الشعب الفلسطيني، ظهر في كلمات أغنية “تحيا فلسطين” التي جاء فيها: “نحن شعب زرعنا الأرض.. وحصدنا القمح.. وقطفنا الليمون.. وعصرنا الزيتون.. كل العالم يعرف أرضنا”.

Image

وخرجت أغنية “تحيا فلسطين” في ألبوم غنائي يحمل اسم “أرض وطني” (Earth of My Homeland) عام 1978، وهو الألبوم الثاني لفرقة “كوفية” التي أنتجت إجمالا 4 ألبومات غنائية فقط، كان آخرها عام 1988 الذي صدر بالتزامن مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى (1987-1993).

ومنذ ذلك الوقت، أصبحت “تحيا فلسطين” نشيدا يطلقه الشبان في السويد تحديدا، تعبيرا عن تأييدهم للقضية الفلسطينية، إلى أن تحولت ذات مرة إلى أغنية معاداة للسامية، وهي التهمة التي سرعان ما تصدى لها مدافعون عن حقوق العمال ومبادئ الاشتراكية في السويد، وتوتاري نفسه.

Image

وأثارت “تحيا فلسطين” جدلا في السويد، عندما غناها متظاهرون من شباب الحزب الاشتراكي السويدي في يوم العمال العالمي عام 2019.

واتهمت الأغنية بمعادة السامية، لكونها تتضمن عبارة “لتسقط الصهيونية” لدرجة أن البرلمان السويدي عقد جلسة لمناقشة مضمون الأغنية، والتأكد من عدم تطرف الحزب وشبابه.

Image

وفي ذلك الوقت، نفى توتاري أن تكون أغنيته معاداة للسامية، إضافة إلى أنه شدد على أن الأغنية تدعو إلى حث العالم على “التخلص من نظام فرض السيطرة على الآخرين بقوة السلاح”، مشيرا إلى أنه من خلال كلمات أغنيته أراد إيصال رسالة للعالم بأن “للفلسطيني الحق في وطنه. إذا كان اليهود يعيشون هناك أيضا، يمكننا العيش معا بمساواة، ليس كما هو الحال الآن”.

Image