+012 345 6789
على الرغم من صعوبة نقل بعد الخصال الحميدة من شخص إلى آخر، فإن تربية الأطفال على التحلي بالصبر ليس أمرا مستحيلا حتى في عالم باتت فيه معظم الأشياء متاحةً للجميع.
فمع اتباع بعض الخطوات وممارسة بعض التمارين، يمكن للطفل أن يدرك أن الصبر فضيلة تؤتي ثمارها، ويتعلم التفريق بين ما يستحق الانتظار، وما تقتضي الحكمة تجاوزه وعدم إضافة الوقت فيه.
تقول الباحثة التونسية وداد رياحي إن تعليم الطفل الصبر والتحمل يعد ضرورة، لا سيما أن الكثير من الآباء يعانون من قلة تحمل أطفالهم للمسؤولية وقلة صبرهم في حياتهم اليومية، سواءً في انتظار الوجبات، أو استكمال الواجب المدرسي، أو على إتمام المهام المنزلية، إلخ.
وتبين وداد، وهي مربية أطفال حاصلة على دكتوراة في مجال الثقافة والحضارات، أن “الصبر سمة يمكن غرسها في نفوس الأطفال، وهي مهارة ضرورية له لينضج، إذ تساعد على تنمية مهارات التفكير وإيجاد حلول للعقبات والمشكلات التي يواجهها”.
وتلفت إلى أن “الصبر والتحمل درسان مهمان يجب أن يتعلمهما الطفل لأنهما من مهاراته الأساسية؛ فالصبر يمنح الطفل إحساسًا بالسلام الداخلي ويقوي شخصيته، ويجعله راضيا عما ينجزه. وعندما نتحدث عن القدرة على التحمل، فإننا عادة ما نفكر في القوة الجسدية بدلاً من الاستقرار العاطفي أو العقلي والنفسي، على الرغم من أنها من الأمور المهمة التي يجب أن يعرفها الطفل، لأنها تساعده كثيرًا عندما يتعثر”.
يتصرف الأطفال من الميلاد إلى عمر 6 سنوات بدافع رغباتهم المباشرة، ولا يعرفون الانتظار، فما الصبر؟
يعرّف الصبر على أنه القدرة على تحمل المعاناة وأخذ الأمور ببساطة، كما أنه القدرة على القيام بأمور صعبة أو تفصيلية، وهو أيضا القدرة على انتظار الأشياء التي نريدها.
تبين الكاتبة جيل بيلسكي، في تقرير لها نشره موقع “أندرستود”، أن صبر الأطفال ينفد من وقت لآخر، وخاصة الصغار منهم. ويتسم بعض الأطفال بالاندفاع ويصعب عليهم انتظار دورهم. ولكن عندما ينفد صبر الأطفال الأكبر سنا، فوق عمر 6 سنوات، فقد يحتاجون إلى دعم إضافي.
ينفد صبر معظم الأطفال من وقت لآخر. ولكن عندما يحدث ذلك طوال الوقت، فقد يكون هناك سبب آخر. والسبب الشائع هو الاندفاع، فالأطفال المندفعون “يتصرفون بشكل غير لائق”، ويواجهون صعوبة في التفكير بهدوء قبل أن يتصرفوا.
وقد يكافح الأطفال لانتظار دورهم إذا واجهوا مشكلة في فهم القواعد الاجتماعية واتباعها، ويقومون بمقاطعة المتحدث ليتمكنوا من مشاركة أفكارهم على الفور، بحسب الكاتبة بيلسكي.
يجب أن نلقي نظرة فاحصة على نفاد صبر الطفل، هل يحدث لمرات متكررة في نفس الوقت أو اليوم؟ أم يحدث في مواقف معينة؟ وتنصح الكاتبة بيلسكي بتدوين ما تلاحظه.
إذ يسهّل تدوين الملاحظات على الآباء والمعلمين وغيرهم مشاركة ما يرونه والتوصل إلى إستراتيجيات للمساعدة في المنزل والمدرسة. ومن الجيد أيضًا مشاركة الآباء ومقدمي الرعاية مخاوفهم بشأن السلوك مع طبيب أطفالهم، أو الاختصاصي الاجتماعي أو النفسي.
وعندما “يصبر الطفل”، يجب تحفيزه بمدحه على ذلك، قل له مثلا: “شكرًا على الانتظار بهدوء حتى يأتي دورك في الحديث”، بحسب نصيحة بيلسكي.
سؤال يشغل بال الكثير من الأمهات، خاصة أن انعدام الصبر سمة طبيعية في شخصية الأطفال نظرا لأنهم لا يدركون الوقت، ما يعني أن الانتظار بالنسبة لهم يبدو طويلا مهما كانت المدة قصيرة.
وبحسب صحيفة “إل موندو” الإسبانية، ففي عصر نجد فيه كل ما نريده في متناول اليد، يعاني البالغون بمن فيهم الآباء من نفاد الصبر كوننا -جميعا- ضحايا عصر السرعة، فعندما نحتاج إلى شاحن جديد للهاتف نطلبه من متجر إلكتروني يقوم بتوصيله إلينا في أقل من 24 ساعة. وعند نفاد أي شيء من البيت، سنجد مركز تسوق مفتوحا حتى وقت متأخر من الليل جاهزا لتلبية أي من رغباتنا.
فكيف نعلّم أطفالنا التحلي بالصبر إذا كان ذلك صعبًا حتى بالنسبة لنا نحن الكبار؟
المفتاح الرئيسي لتعليم طفلك الصبر هو أن تكون قدوة له. فكيف يمكننا أن نطلب من الأطفال الانتظار بهدوء إذا كنا أنفسنا نشعر بالقلق عندما نضطر للانتظار في طابور لشراء شيء ما؟ أما إذا رأى أطفالنا أننا قادرون على التحلي بالصبر فسوف يتعلمون تدريجيا الشيء نفسه.
شددت الصحيفة الإسبانية على أهمية التدرب يوميا في المنزل أو في مواقف الحياة اليومية. ومن شأن عادة تقديم كل ما يريدونه “في الحال” تشجيعهم على انعدام الصبر.
لهذا علينا تقدير الوقت المناسب لكل مهمة. فعلى سبيل المثال، إذا كان الصباح وقتا عصيبا بالنسبة لنا لأن أطفالنا بطيئون في تناول وجبة الإفطار، فيمكننا إيقاظهم أبكر قليلا لربح مزيد من الوقت.
وهكذا سيتعلم الطفل أمورا عديدة مثل التنظيم والتخطيط والسيطرة على شعور القلق والتوتر.
ولأن الأطفال لا يعرفون معنى الوقت بعد، لذلك لا جدوى من مطالبتهم بمنحك 5 أو 10 دقائق. والأسهل قول جمل من قبيل “سنذهب إلى الحديقة بعد وضع الألعاب في مكانها”. أو “الآن بعد أن انتظرتني حتى انتهيت من ترتيب المطبخ، يمكننا الذهاب في نزهة”.
وعندما يكبرون قليلا، من الجيد أن نقدم لهم ساعة ونخبرهم بالوقت المحدد لما يريدونه، ويستحسن البدء بمواعيد قريبة ليتحققوا من أن الوقت يمر وأن صبرهم يُكافأ.
وينصح الخبراء بعدم الاستجابة لطلبات الأطفال التي تكون بشكل غير لائق أو التي تنم عن نفاد الصبر؛ وإذا طلب منك الطفل شيئا أو غضب، فيجب أن تذكّره بأن كل شيء له موعده النهائي، حتى يفهم أن الانتظار جزء من الحياة.
ومن الوسائل المفيدة لتعليم الطفل الصبر التقويم، خاصة عندما يتعين علينا التعامل مع أمور ستحدث بعد أيام أو أسابيع، وبهذا نتجنب الأسئلة المتكررة “متى؟”؛ ويمكن دعوة الطفل لتحديد التاريخ المطلوب وشطب كل يوم يمر ليكون لديه مرجع مؤقت.
ويرى المختصون أن هناك رابطا قويا بين قدرة الإنسان على الصبر وقدرته على التحكم بنفسه، لذلك طوّروا طرقا تعوّد الطفل على الانتظار لفترة أطول، ويمكن للأمهات تنفيذها، طالما يرغبن في تربيته أطفالهن على الصبر والتحكم بالنفس، بحسب موقع “سوبر ماما” ومنها:
هناك كثير من الألعاب التي يمكن أن تعلم الأطفال الصبر بدءًا من عمر صغير، وهي تزيد القدرة على التحمل وتجنب مشاعر الغضب، عند الانتظار سواء داخل عيادة الطبيب أو في السوبر ماركت، وحتى في البيت.
إليكِ أفضل ألعاب تعليم الصبر للأطفال، وهي غير مكلفة ويمكنك ابتكار ما يشبهها:
قسم 2020
مدونة الطب والصحة
شاملة لكل معلومات الحمل والولادة وصحة المرأة وصحة الرجل وصحة العيون والسكري والتغذية والسرطان والعلاقات الزوجية
Copyright © CMS HTML Codex. All Rights Reserved
Template By CMS HTML Codex